Monday, November 06, 2006

!هل ستحارب مصر كل من صمم أن يعيش حياته بأمانه؟ ثم نتساءل أين ذهب الأمناء

Woe to people who obey the times, instead of commanding the times! The times will devour them. And they will be forgotten like an insect that lives today and dies tomorrow!

ملعون هو الشعب الذى يخضع للوقت، عوضا عن أن يحكم هو الوقت. سيلتهمه الوقت. و سيذهب هو فى طى النسيان، مثل حشره عاشت اليوم لتموت غدا

1 comment:

عماد حبيب said...

يجب إنقاذ كريم عامر
عماد حبيب
imed_habib@hotmail.com



في آخر حوار لي مع كريم عامر قبل ايقافه بيوم واحد، أي بعد التّحقيق الأوّل معه، أخبرني بشيئ لم أستوعبه ساعتها كما يجب. دار حوار بينه و بين المحقّق حول واقعة يهود بني قريضة، و كان كريم كعادته مندفعا، صريحا، قاطعا و موضوعيا، كما في كتاباته، و لم يجد المحقّق ما يقوله أمام اصراره أن نساء و أطفال و عوام القبيلة الذين بلغوا الحلم و تمّ قتلهم كلّهم، أنما لا ذنب لهم لأن القادة هم من يتّخذ القرار و لأنّ القادة هم من استسلم بعد أن أخذوا الأمان. قلت له باستهزاء: ما كان يجب أن يحقّقوا معك أصلا، ثم بقلق حقيقي: لا أطمئن لأسئلة من هذا القبيل، خلي بالك من نفسك.

هاتفته من الغد فكان هاتفه مغلقا، ثمّ علمت أنه رهن الإيقاف، لم أصدّق، فليس في القضية كلّها ما يستوجب الإيقاف. هل سيتهمونه بتهمة التفكير ؟ ربّما. هاتفت محاميته بعد أن أكّدت لي صديقة مشتركة أنّه سيقضي ليلته في السجن. حاولت المحامية طمئنتي قائلة هو بخير، فقط رهن الإيقاف لمدّة خمسة عشرا يوما على ذمّة القضيّة. هكذا و بكلّ بساطة.

عبد الكريم نبيل سليمان ليس موقوفا بتهمة التكفير. و لو كان تكفيريّا لقامت الدنيا و لم تقعد دفاعا عن حقوق انسان لا يؤمن بها اصلا، و لكن انتمائه لهذا الفكر كفيل بتفعيل كلّ شبكتهم الإعلامية. هو فقط متّهم بالتفكير، فرقت ترتيب حرفين، و هذا يعني ببساطة، أنه أخطر بنظر البعض من كلّ التكفيريين الذين يكتبون و يذيعون و ينشرون و تستضيفهم الفضائيات كنجوم. أنّه أخطر و أنّ جرمه أكبر. و أنّه تجاوز خطّا أحمر اسمه : الأزهر.

كريم عامر لم يدعوا يوما إلى كره، أو تفرقة طائفيّة، بل كان دوما مدافعا عن الأقليات، بدون استثناء. عن حقوق الإنسان و عن الحريّات. عن قداسة الإنسان، و قداسة حريّة التفكير بعيدا عن الخرافات و سلطة الدولة و سلطة العمائم، و الغريب أن العمائم هي التي كان لها اليد العليا في سجنه هذه المرّة. لذلك يجب إنقاذ كريم عامر.

أعلم أنّّها ليست سابقة في مصر أو في كلّ شرقنا المنكوب. و لكنّ هذا المسلسل السخيف يجب أن يتوقّف يوما. فمن الغير معقول أن يتم ايقافه لمقال انتقد فيه الأزهر، في حين لم ينبس أحد ببنت شفة و نائب إخواني يفتي بقتل رئيس الوزراء و وزيرين آخرين لأنهم من وجهة نظره يهاجمون الإسلام، في سابقة خطيرة جدا و ذات دلالات لا تخفى على أحد، و غياب مريع للدولة. لذلك و إن عجزنا أن نتصدّى لنائب يفتي بالقتل و الارهاب و الفتنة لأنّ سيادته رأى أن الإسلام يهاجم، و أن رأيه هذا يستحق إراقة الدماء و طظ في مصر و الي جابو مصر، فليس أقل من أن ننقذ كريم عامر، على الأقل لأنه رمز و أمل.

كريم رمز جيل من الشباب يفكّر بطريقة صحيحة، قد لا نوافقهم على كلّ أفكارهم لكنّنا ننحني احتراما لموضوعيّتهم أو على الأقل لقبولهم للآخر و للرأي المخالف و لشجاعتهم. و هو و أمثاله من المدوّنات و المدوّنين أمل حقيقي في التحرّر من سيطرة قمع الدولة و احتكارها و كذلك الرقابة الدينية المتخلّفة التي آلت على نفسها خنق كلّ ابداع أو تفكير مختلف، ربّما ، بل حتما، للحفاظ على مناخ فكر هي لا تعيش الا به.


أكتب و ليس عندي ما أفعله من هنا سوى الكتابة و مهاتفته يوميا لعلّه قد تمّ الافراج عنه. عزائي أنّه أكّد لنا أنّه بخير و يحسنون معاملته. و لكني مصرّ أن مكانه ليس في السجن، و ليس في ما كتبه و انتقد فيه الأزهر ما يستوجب اعتقاله، هو لم يدعوا لا لكره أو تعصب أو قتل، هو لم يكفّر، هو فقط فكّر. لذلك وجب اخراجه من هناك، فبإنقاذه، ننقذ أنفسنا و احترامنا لأنفسنا.